السلام عليـــكم ورحمة الله وبركـــاتــه
تعني كلمة غفور :
كثير المغفرة، أي يغفر و لا يبالي فهو يغفر الذنوب بالجملة و لا يحاسب عليها
أما غافر فتعني :
أنه يغفر الذنب الواحد .. غافر الذنب
وغفار :
ويقصد به معنى عظيم، وهو مخصص للذنوب الشديدة التي قد لا يتخيل ا لعبد أن الله سيغفرها له
ولكن أيها الأخوة الأكارم :
إذا توهم أحدكم أن غافراً اسم فاعل أما غفور صيغة مبالغة لاسم الفاعل أما غفار صيغة مبالغة المبالغة لاسم الفاعل ، (الحقيقة التي أتمنى أن تكون بين أيديكم هو أن أسماء الله عز وجل لا تتفاوت أبداً)
إذاً كيف جاء هذا الاسم على هذه الصيغ ؟ هنا السؤال
إذا الإنسان تناول الطعام يقال له في اللغة ؟ آكل ،
إذا جلس إلى الطعام فأكل خمسة أرغفة يقال له أكول
على وزن فعول (وباللغة العامية أكِّيل )
يقال له أكول إذا تناول كمية كبيرة ، إذا تناول وجبة خفيفة ولكن أكل في اليوم خمس مرات
يقال له: أكول ، إذا صيغة المبالغة ماذا تفيد؟ تفيد النوع وتفيد العدد
▃ ▂
الحقيقة الأولى أن أسماء الله عز وجل لا تتفاوت ،
كلها في مستوى واحد لأن الله عز وجل مطلق
الإنسان كان في مستوى وارتقى إلى مستوى أعلى ثم ارتقى إلى مستوى أعلى
كان ظالماً فعل ظلماً أشد أصبح ظلوماً فعل ظلما أشد صار ظلاماً ،
أما هذا المعنى لا يليق بحضرة الله عز وجل أبدا .
لو أن فلاناً ارتكب سيئة غفرها الله له فهو غافر ،
فلان آخر غفر الله له فلان ثالث غفر الله له فلان عاشر غفر الله له العباد كلهم لو أذنبوا غفر الله لهم
▃ ▂
جاءت صيغة غفار لا من حيث النوع ولكن من حيث العدد
لو فرضنا قلت فلان ليس أكولا إذا نفيت عنه أنه أكول هل نفيت عنه أنه يأكل ؟ لا .
إذا قلت : وما ربك بظلام للعبيد ،
قد يقول قائل معلوماته محدودة وأفقه ضيق الله
ينفي عن نفسه مبالغة الظلم ولا ينفي عن نفسه الظلم ،
فإذا قلت عن إنسان ليس أكولاً ليس معنى هذا أنه ليس آكلاً ،
قال: هذا لا يليق بحضرة الله عز وجل لأن صيغة المبالغة بأسماء الله
لا تعني الكم بل تعني العدد ، فكل عباده لو أنهم أذنبوا فالله عز وجل غفور ،
فصيغة فعول تعني المبالغة لافي المعنى لكن في العدد
والدليل قوله تعالى : ( مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) فصلت 46
الظلام في حق الله تعني أنه لا يظلم جميع عباده ينعمون بعدالته
فضيلة الاستاذ محمد راتب النابلسى
منقـــــــــــــــــووول